بعد خروج جيسي والفتى من المدينة وحلول الليل، قرروا التخييم أمام إحدى الأشجار ليرتاحوا قليلاً من هذا اليوم المتعب. قام جيسي بجمع بعض العصي القريبة لإشعال النار. لم يكن لديهم سوى ضوء النار الموقودة في وسط ظلام الليل الحالك. نظر جيسي إلى الفتى وهو ينظر إلى النيران بعينين مليئتين بالإعجاب و الاستغراب. بينما كان مستلقيًا على الأرض ينظر إلى النجوم، وهو غارق في أفكاره، نظر إلى يده المكسورة وبدأ بالتفكير: "لقد نجوت ليوم آخر... لا أعرف هل عليّ الفرح لنجاتي أو العبوس بسبب إصاباتي. مشاعري متقلبة بسبب كل ما حدث". وضع قبعته على وجهه وقرر أن يريح نفسه من التفكير ويخلد إلى النوم.
ظل الفتى ينظر إلى النار الموقودة بدون فعل شيء إلا أنه لاحظ أن النار تصبح أصغر بالتدريج حتى اختفت، وبقي فقط سواد الحطب المحترق. عم الظلام المكان، وكان المكان منارًا فقط بضوء القمر. استلقى الفتى داخل السيارة و بدأ ينظر إلى النجوم. بدأ النعاس يتملكه وعيناه تغلقان ببطء حتى نام.
...في مدينة صغيرة تعج بالسيارات والأضواء في كل مكان، كان جيسي صغير ذو 8 سنوات يحدق بالسماء المليئة بالنجوم بينما ينتظر قدوم والده لأخذه. بعد مرور بعض ثوانٍ، يظهر توهج أخضر في السماء مما يلفت انتباه جيسي الصغير. يوجه نظره نحو التوهج ليرى أنه مذنب ساقط على الأرض. كان واضحًا ومشعًا بلون أخضر فاتح مما جعله يفتن بشكله بعد مرور عدة دقائق لاحض جيسي انا توهج يزداد كبرا لحضة بعد لحضة تغيرت نظراته ببطئ من الاعجاب الا الرعب بقي النور يكبر شيئا فشيئا الا اغمض جيسي عينيه من شدة توهجه.
بدأ جيسي يفتح عينيه ببطء حتى استيقظ. بدأ يحك عينيه وفي وجهه ملامح النعاس. نهض من الأرض بصعوبة وقال بوجه متعب: "حلم مزعج آخر". بدأ ينظر في الأرجاء. لم يكن في نفس المكان الذي نام فيه آخر مرة.ظهرت ملامح صدمة على وجهه عندما وجد نفسه في غرفة مربعة ذات جدران معدنية بلون رمادي قاتم وبعض المصابيح في الأعلى مع باب في آخر الغرفة. بدأ التوتر يسيطر عليه وهو يلتفت يمينًا ويسارًا. لاحظ أن الفتى نائم في زاوية الغرفة فذهب إليه وبدأ بإيقاظه. بدأ الفتى يفتح عينيه ببطء حتى استيقظ وأخبره جيسي بأن ينهض بسرعة. نهض الفتى وفي عينيه هالات سوداء. بدأ يحك عينيه ويتبع جيسي. فتح جيسي الباب الموجود في آخر الغرفة ليرى أن هناك ممرًا آخر وبنهايته يوجد باب. شعر جيسي بالارتباك و عدم الارتياح. كان يتساءل عن كيفية وصولهم إلى هذا المكان وشعوره بأن هناك شخصًا ما يعبث معهم. توجه نحو الباب.و قاموا بفتحه ببطئ. ليتفاجئ بغرفة كالغرفة التي كانوا فيها لكن اضخم مع 3 أبواب أخرى باستثناء بابهم ومع باب ضخم في آخره. وضع جيسي يده على وجهه قائلاً: "لست بمزاج جيد لهذه الألاعيب". ثم فجأة سمع صوت فتح أحد الأبواب، مما فاجأه بشدة.وجه نظره نحوه بسرعة. فُتح الباب ببطء ليخرج منه رجل أسود البشرة مع قميص أبيض وسروال أزرق فاتح مع عين رمادية و عين اخرى مغطاة بالضمادات مع شعر مجعد بشدة. فتح البابان الآخران ببطء ليخرج من الباب الأول فتاة ذات بشرة بيضاء ترتدي قميصًا عريضًا بلون رمادي مع سروال أسود طويل وشعر أحمر ممتد إلى كتفها وعينين سوداوين. ومن الباب الثاني، خرج رجل ما بين سواد وبياض يرتدي قبعة شتوية مع ملابس رمادية بالكامل وعينين سوداوين. بدأ الرجل الأسود ينظر إلى الموجودين في الغرفة بنظرات استغراب وقال: "جميل، غرفة أخرى وأناس جدد". نظر جيسي إليهم وفي وجهه ملامح صدمة و الاستغراب هو يفكر: "ما الذي يحدث بحق... لقد تفحصت كل المناطق الموجودة في هذه الأرض ولم أجد أي بشري غير ذلك الفتى، من أين أتى كل هؤلاء الناس؟". لكن قاطع حبل تفكيره صوت مجهول المصدر يقول: "مرحبًا بكم جميعًا في غرفتي المتواضعة"نظر الجميع نحو مصدر الصوت ليجدو ان الصوت يخرج من ادات غريبة معلقة في احد جردان استمر بالتكلم قائلا:"لا بد أنكم تتساءلون لماذا أحضرتكم إلى هنا.قد لا يعجبكم كلامي لكني لست مهتم لرأيكم.انتم هنا لقياس كفائتكم عدة اختبارات لرأية كفائتكم و اخذ المستحقين للانضمام لمستعمرتنا اما الخاسرين فمصيرهم في كل الحالات سيكون الموت". قاطعه جيسي و في وجهه ملامح الاستغراب و الارتباك"ما الهدف من هذا الاختبار اساسا؟ و ما الذي يحدث هنا بالضبط"رد عليه قائلاً: "حسنًا، كما ترا فالعالم يمر بأزمة ضخمة منذ عشرين عامًا، حيث دمرت المدن ومات مليارات من البشر بسبب انتشار تلك مخلوقات الغريبة بالعالم. و أصبح التجوال للبحت عن طعام او قيام باي شيئ وحيدا خطيرا للغاية. لذلك، فالهدف من هذا التحدي هو العثور على افضل الناس الذين يستطيعون العيش في ظروف هذه الأزمة وجمعهم تحت سقف واحد مجموعة قادرة على تحدي صعاب هذا العالم.لديهم القدرة على التوسع و القضاء على المخاطر الموجود بالعالم بالتدريج الا ان يرجعو الامان لحياة البشر كما كان سابقا. وفي نفس الوقت التخلص من المستهلكين الذين قد يحصلون على هذا الطعام إما عن طريق المساعدة أو الحظ والذين يقومون فقط بإهدار الأكل على الآخرين. فموتهم حتمي بسبب انتشار تلك الوحوش في كل مكان ولذلك فهم يعتبرون وكأنهم يحرقون الأكل بدون فائدة.لعودة الامان للحياة نحتاج لجمع الرجال الاشداء لفعل ذالك اما الضعفاء و عديمو فائدة يعتبرون فقط مستهلكين عديمي القيمة و هدف هذا التحدي هو تمييز بين الاثنين". فجأة فتح جدار أمام كل باب، وسقط منه مسدس لكل واحد. حمل كل الموجودين المسدسات الملقاة، وقال الرجل المجهول: "دعونا لا نكثر الكلام، لنبدأ الاختبار". قام الرجل الأسود بسبّه. بينما أخذ جيسي نظرة نحو المسدس الملقى و هو يحس بالارتباك. أخذ نفسًا عميقًا وقال: "لا يوجد خيار آخر على أي حال". بدأ الباب الضخم الموجود بنهاية الغرفة يفتح، وخرج منه عشرات من المتجولين. توجه 4 منهم نحو الفتاة بسرعة بوجوه مشوهة لا يمكن تمييز ملامحها.ذعرت الفتاة فور رؤيتهم متوجهين نحوها وبدأت تطلق النار بعشوائية تحت تأثير الخوف. كانت إحدى الطلقات ستصيب الرجل ذو القبعة الشتوية، فصرخ عليها قائلاً: "توقفي عن إطلاق النار، ستتسببين بقتلنا!". توجه جيسي نحو الفتاة ونزع المسدس من يدها وقام بتوجيه مسدسه نحوهم وقتلهم جميعًا. قال للفتاة بأن تهدأ وأن تتوجه بعيدًا عنهم. ثم نادى الفتى الذي كان أمام احد بيبان. توجه الفتى نحو جيسي وهو مستغرب عن سبب مناداته. أعطى جيسي المسدس له وقال له: "حسنًا يا فتى، أعلم أنه ليس الوقت المناسب تمامًا لكن عليك تعلم استعمال المسدس. فأنا لن أستطيع حمايتك دائمًا،فأنا لا اضمن بقائي معك للأبد،و عند حدوث ذالك فسيتعين عليك حماية نفسك. انظر كيف أستعمل المسدس وتعلم". قام جيسي بتوجيه مسدسه نحو أحد المتجولين وقام الفتى بفعل ذلك أيضًا لكنه لم يضع إصبعه على الزناد. نظر جيسي نحو الفتى وقال له: "أنت تمسكه بطريقة خاطئة، عليك أن تضع إصبعك الأكبر على الزناد لكي تستطيع الضغط عليه، بالإضافة إلى أنه عليك التصويب والتركيز جيدًا على هدفك. فمجرد خطأ بسيط في التصويب سيجعل الطلقة تخطئ هدفها". قام الفتى بوضع إصبعه على الزناد وصوّب على أحد المتجولين القادمين نحوه وضغط على الزناد، فانطلقت الرصاصة نحو رأس المتجول مما تسبب في انفجار رأسه وتحويله إلى اشلاء و سقطت جثته على الأرض. وضع جيسي يده على كتف الفتى وقال له بابتسامة خفيفة: "يبدو أنك تتعلم بسرعة، ضربة للرأس في أول محاولة، هذا ممتاز". أحس الفتى بالإطراء و اضهر ابتسامة خفيفة على وجهه. نظر الرجل الأسود نحو جيسي بعد قتله لأحد المتجولين وقال له: "شكرًا لإضافة شخص آخر للمساعدة، لكن أسرع قليلاً وساعدنا في إبادة هؤلاء". وجه جيسي نظره نحو المتجولين ورفع مسدسه وضغط على الزناد. بعد فترة من انتشار أصوات الطلقات في كل مكان، عم الهدوء المكان وامتلأت الأرض بعشرات جثث المتجولين. كان جيسي والفتى مستلقيين أمام أحد الأبواب ويتنهدان من التعب، ونفس الحال مع الناس الآخرين. ظهر صوت الشخص المجهول مجددًا قائلاً: "مبروك، لقد نجوتم من أول اختبار من أصل اثنين. لأكون صادقًا انقطاع الخط). فتحت فتحة من الجدار وخرجت منها عدة قوارير من المياه. حصل الكل على قارورة وبدأوا في الشرب. في نفس الوقت، كان جيسي ينظر إلى الباب الضخم وهو يقول في نفسه: "ما الذي ينتظرنا خلف ذلك الباب؟ هل جموع أخرى من المتجولين أم ربما شيء أسوأ؟ أحتاج إلى أخذ راحة لأكون مستعدًا لما سوف يحصل."
بعد مرور 30 دقيقة، بدأ الباب الضخم يفتح، وصوّب الجميع تركيزهم نحو الباب وقاموا بتجهيز أنفسهم. بعد أن فتح الباب بالكامل، خرج منه مخلوق ضخم بطول مترين، ببشرة شاحبة وعنق طويلة. كان لديه فم كبير ولم يكن لديه عينين. كان نحيفًا مع ذراعين ضخمتين.
gg