أشرقت الشمس في السماء ناشرةً ضوءها بالأرجاء، معلنةً عن يوم جديد. بدأ سكان القرية بالاستيقاظ واحدًا تلو الآخر، ليخرج الرجال للقيام بأعمالهم، والأطفال للعب خارجًا ناشرين أصوات صراخهم وضحكاتهم بالأرجاء. بينما النساء يراقبن أطفالهن من بعيد أو يتحدثن مع بعضهن البعض، أو يقمن بإعداد الطعام لعائلاتهن في منازلهن. وفي وسط هذه الضوضاء، استيقظ إيثان من نومه بسبب الإزعاج. نهض عن سريره ببطء بينما لا يزال مغمضًا عينيه. بقي واقفًا لبضع لحظات محاولًا الاستفاقة للواقع، حتى بدأ يفتح عينيه ببطء، مستفيقًا بشكل كامل.
أخذ نظرة حول المكان ليلاحظ أن لا أحد موجود بالكوخ غيره. ذهب لشرب الماء ثم خرج مباشرة إلى الخارج، ماشيًا في القرية بينما يبحث عن جيسي والبقية. استمر بالمشي لساعتين باحثًا في كل مكان يعرفه (الكشك، مركز القرية، الأسواق، بين الأكواخ)، لكنه لم يرهم في أي من تلك الأماكن. إلا أن توقف أمام أحد الكراسي مستغربًا من اختفائهم المفاجئ. جلس على الكرسي بينما يتساءل أين قد ذهبوا. ظل شارد الذهن لعدة دقائق، إلا أن لامس جسم غريب قدمه. رجع إيثان لوعيه ونظر نحو قدميه بنظرة استغراب، ليجد أنها كرة حمراء اللون. رفع رأسه ليرى من أين أتت، ليجد مجموعة من الأطفال الصغار ينظرون نحوه وملامح القلق ظاهرة على وجوههم. أمسك إيثان بالكرة بينما ينظر إليها باستغراب وحيرة. تجمع الأطفال حول بعضهم وبدأوا يتمتمون ببعض الكلام. وبعد عدة ثوانٍ، تقدم طفل منهم نحو إيثان بملامح مليئة بالتوتر. وبعد أن وصل إليه، قال له بنبرة من الخوف والتوتر: "مم... مرحبًا... تلك الكرة كرتنا. أيمكنك إعادتها لنا؟". نظر إيثان نحو الفتى بملامح فضولية وأشار نحو الكرة. رد عليه الطفل: "نعم، هذه الكرة". أخذ إيثان ينظر نحو الكرة لعدة ثوانٍ ثم أعطاها للطفل. ظهرت تعابير الفرحة على وجهه. شكر إيثان ثم توجه نحو أصدقائه لمتابعة اللعب. ظل إيثان يراقبهم من مكانه وهم يلعبون بملامح من الاستغراب والفضول. مرر أحد الأطفال الكرة لصديقه. أمسك الطفل بالكرة ونظر نحو صديقه ليمررها له، لكنه رأى صديقه ينظر نحوه بنظرات استغراب وتوتر. التفت الطفل إلى ورائه ليجد إيثان ينظر نحوه. ليملأ جسده إحساس من الخوف والتوتر. أشار إيثان نحو الكرة وفي وجهه ملامح الفضول. قال له الطفل بنبرة مليئة بالتوتر: "أ... أ... تريد الكرة؟" أشار له إيثان بالرفض. لتستبدل مشاعر الخوف في جسده إلى استغراب. فقال له بملامح من الاستغراب: "أتريد اللعب معنا؟" ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه إيثان وأشار له بنعم. شعر الطفل ببعض التوتر لكنه مرر الكرة له. أمسك إيثان الكرة بقدمه ووجه نحو الطفل ملامح الفضول. قال الطفل له بنبرة تساؤل: "أتعرف كيف تلعب اللعبة؟" وجه إيثان أنظاره نحوه وأشار له بلا. فرد عليه الفتى: "حسنًا، كل ما عليك فعله هو أن تمرر الكرة لأي واحد منا لكن باستخدام قدمك، لا تستخدم ذراعيك. هل فهمت؟" أشار له إيثان بنعم وقام بتمرير الكرة لطفل آخر. ومرر الطفل الكرة لصاحبه وهكذا... استمر إيثان باللعب مع الأطفال بينما يحس بمشاعر من السعادة والمتعة انتشرت في أنحاء جسده. لم يرتح الأطفال معه في البداية لكنهم اعتادوا عليه واعتبروه شخصًا لطيفًا. بعد مرور عدة ساعات وهم يلعبون مختلف الألعاب، سمع الأطفال أمهاتهم ينادينهم من بعيد. حمل أحد الأطفال كرته وودعوا إيثان بابتسامة كبيرة على وجوههم. لكن قبل أن يذهبوا، نظر صاحب الكرة نحو إيثان وقال له بوجه سعيد: "لقد استمتعت معك حقًا يا صديقي. أتمنى أن أراك غدًا مجددًا". ثم ذهب الجميع نحو أمهاتهم. ليبقى إيثان لوحده في المكان. لاحظ إيثان أن أشعة الشمس أصبحت حارقة فقرر العودة إلى كوخه. التفت ثم توجه نحو الكوخ بينما يحمي نفسه من أشعة الشمس باستخدام يده. بعد وصوله وقبل أن يدخل إلى الداخل، سمع شخصًا ما يناديه من بعيد. التفت نحو مصدر الصوت ليجد جيني تناديه بينما تتوجه نحوه. بعد وصولها إليه، قالت له بوجه متعب ذو هالات أرجوانية تحت عينيها: "أخيرًا وجدت أحدًا منكم! لقد كنت أبحث عنكم لساعات، لكن لسبب غريب كل من جوزيف والبقية قد اختفوا. هل رأيتهم في الجوار؟" رد عليها إيثان مشيرًا لها بلا. ظهرت تعابير القلق على ملامح جيني وردت عليه: "لا بد أن جوزيف له يد في الأمر. لقد رأيته يكلم أحد الوحوش البارحة. هل قام بفعل شيء لهم أم ماذا؟" ظل إيثان ينظر نحوها باستغراب متسائلًا عما تتحدث. ثم فجأة، أحس إيثان بشيء ما وُضِعَ على كتفه. التفت بسرعة للوراء ليرى نيكولاس وراءه. ظهرت تعابير الصدمة على وجه إيثان. نظر نيكولاس نحو إيثان وابتسامة ساخرة على وجهه، ثم قال: "هههههههه، لا بد أنك اشتقت إلينا." ردت عليه جيني بمزيج من الاستغراب والصدمة: "أين كنتم؟ لقد بحثت عنكم في كل مكان، لقد أفزعتموني!" رد عليها نيكولاس: "أوه، أنتم حقًا اشتقتم إلينا. حسنًا، لقد تم إرسالنا أنا وجيسي وجوزيف لمهمة بسيطة. أخبرتنا ميرا أنه لا داعي لإحضاركم معنا، وأنا أوافقها الرأي. كانت المهمة فقط أن نقوم بإحضار بعض المخلوقات الصغيرة إلى هنا. قالت إنها يمكن أن تُستعمل لحماية المحاصيل من الجراد." ردت عليه جيني متسائلة: "أين جيسي وجوزيف؟" رد عليها نيكولاس: "أوه صحيح، لا داعي للقلق. لقد ذهبوا لتقديم تلك المخلوقات لميرا في مركز القرية." أخذت جيني نفسًا عميقًا بينما تفكر: "حسنًا، جوزيف لم يفعل شيئًا لهم. لكن ما الذي حدث البارحة بالضبط؟ ما الذي كان يفعله مع ذلك الشيء؟"
النهاية
gg